يتساءل الكثيرون عن حكم صلاة الجمعة إذا وافقت العيد. بهذا أكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن صلاة الجمعة تظل فرضًا واجبًا حتى في حال تزامنها مع صلاة العيد. جاء هذا التوضيح ردًّا على فتاوى مغلوطة تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتدعو إلى إسقاط الجمعة إذا أديت صلاة العيد، وهي دعوات تتنافى مع ما استقر عليه جمهور العلماء.
أمر إلهي واضح لا يقبل التأويل
استندت الوزارة في بيانها الفقهي إلى قوله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع"
مشيرة إلى أن هذا أمر قطعي الثبوت والدلالة، ولم يرد أي نص شرعي صحيح يخصصه أو يستثنيه في حالة اجتماع الجمعة والعيد.
إجماع المذاهب الكبرى على وجوب الجمعة
أوضحت الوزارة أن جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، خصوصًا الحنفية، المالكية، والشافعية، مجمعون على عدم سقوط الجمعة عند اجتماعها مع العيد. واستندوا إلى فعل النبي ﷺ، الذي صلى العيد والجمعة معًا كما ورد في حديث النعمان بن بشير الصحيح والمروي في صحيح مسلم.
الرد على رأي بعض الحنابلة
الفقهاء مختلفون حول حكم صلاة الجمعة إذا وافقت العيد، ولكن الجمهور على رأي واحد. من جهة أخرى، أشار البيان إلى أن بعض فقهاء الحنابلة أجازوا التخلف عن الجمعة لمن حضر صلاة العيد، لكنهم اعتمدوا على أحاديث ضعيفة أو قابلة للتأويل. ومن بين هذه الأحاديث:
- حديث إياس بن أبي رملة
- حديث أبي هريرة
وقد تعرضت هذه الأحاديث للطعن من قبل علماء الحديث من حيث السند والجهة.
توضيح موقف المالكية من المسألة
كما شددت الوزارة على أن المالكية، كما ورد في مصادرهم الأساسية مثل المدونة ومختصر خليل، يرون أن من شهد صلاة العيد لا يُعفى من الجمعة، حتى وإن أذن الإمام. فالجمعة في هذه الحالة فرض عين لا يسقط بصلاة العيد.
ماذا عن موقف الخليفة عثمان رضي الله عنه؟
أشار البعض إلى أن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه رخص لأهل العوالي بالتخلف عن الجمعة. غير أن البيان أوضح أن هؤلاء ليسوا من أهل الحضر، بل من سكان البوادي والقرى البعيدة، ممن لا تجب عليهم الجمعة أصلاً.
تحذير من الفتاوى المضللة والتأويلات الباطلة
في ختام البيان، حذّرت الوزارة من الانسياق وراء الفتاوى غير المؤصلة، التي تخالف الثوابت الشرعية وتهدد الوعي الديني الصحيح. وجددت التأكيد على أن الجمعة فرض لا يسقط بصلاة العيد.