آبل تحت الضغط: سباق اللحظات الحاسمة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي
تتجه أنظار العالم التقني إلى وادي السيليكون غدًا، حيث تنطلق فعاليات مؤتمر آبل العالمي للمطورين (WWDC 2025). وفي الوقت الذي يتسابق فيه المنافسون لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تواجه آبل ضغوطًا كبيرة لإثبات أنها ما زالت تمتلك سحرها التقني ولم تفقد بوصلتها الابتكارية.
وعود لم تتحقق: ما مصير Siri وتقنيات Apple Intelligence؟
قبل عام، أعلنت آبل عن مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي تحت اسم "Apple Intelligence"، وكان من أبرزها تحسين مساعدها الصوتي "سيري" الذي تعرض لانتقادات واسعة. ومع ذلك، تأخرت الشركة في إطلاق هذه الميزات، ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزيتها الحقيقية.
المحلل "غادجو إشبيلية" من شركة Emarketer علّق قائلًا:
"روّجت آبل لعدة خصائص كما لو أنها جاهزة، لكن لم يتم تنفيذها فعليًا."
والآن، تأمل الشركة في إطلاق التحديثات مع الإصدار القادم من هواتف آيفون في الخريف.
هل تعتذر آبل للمطورين؟
بعيدًا عن الذكاء الاصطناعي، هناك قضية أخرى تؤرق العلاقة بين آبل والمطورين. فالكثير منهم يشعر بالإحباط من عمولات آبل المرتفعة (30%) ومن القيود المشددة على متجر التطبيقات.
ويضيف "إشبيلية":
"آبل بحاجة إلى مصالحة مجتمع المطورين الذي عانى طويلًا من سياسات الشركة الصارمة."
حكم المحكمة في قضية Epic Games أجبر آبل على السماح بأنظمة دفع خارجية، إلا أن المطورين يريدون المزيد من الانفتاح.
شائعات حول شراكات جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي
من بين التسريبات المتداولة، تشير بعض المصادر إلى احتمال عقد شراكات بين آبل وشركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل Google وPerplexity، لتعزيز تحالفها الحالي مع OpenAI.
ويرى محللو Deepwater Asset Management أن ابل "قللت من أهمية ثورة الذكاء الاصطناعي، ثم بالغت في الوعود، وهي الآن تحاول اللحاق بالركب".
تهديد خارجي: هل يظهر منافس حقيقي للآيفون؟
في تطور لافت، انضم المصمم الأسطوري لجهاز الآيفون "جوني آيف" إلى شركة OpenAI لتطوير جهاز جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما قد يهدد هيمنة ابل على سوق الهواتف الذكية.
يقول إشبيلية:
"وجود منافس من تصميم آيف قد يضع آبل في موقف دفاعي، خاصةً إذا كان هذا الجهاز يقدم تجربة أفضل من الآيفون."
التحديات الجيوسياسية: هل يُصنع الآيفون في أمريكا؟
رغم أن مؤتمر WWDC لا يناقش عادة القضايا السياسية، فإن تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على أجهزة الآيفون التي تصنعها ابل في الصين ما زالت تلقي بظلالها على الحدث.
ويرى المحللون أن تصنيع آيفون بالكامل في أمريكا هو أمر مستحيل حاليًا بسبب التكاليف والتعقيدات اللوجستية.
خلاصة: ولاء المستخدمين ما زال في صالح آبل
ورغم كل هذه التحديات، تبقى قاعدة محبي ابل وفية بشكل لافت. تقول المحللة "كارولينا ميلانيزي":
"هل يرغب الناس في مساعد صوتي أذكى؟ بالتأكيد. لكن مستخدمي آبل غالبًا سيستمرون في شراء منتجاتها مهما تأخرت."